الجمعة، 6 يوليو 2012

يوميات موضي ( ٢ )

في إحدى صباحات شهر مارس الجميلة .. كانت الساعة تشير الى الثامنة .. وكان يتوجب علي أن أكون في مقر عملي بعد أقل من ساعة ونصف .. ارتديت ملابسي .. ووضعت على وجهي بعضا من مساحيق التجميل التي أحتاج .. ارتديت حجابي .. ساعتي .. خواتمي التي أحب .. وكانت الخادمة قد جهزت لي فحما كي أحرق به كسرة من البخور .. ويتصاعد دخانها كي احبسه كله في رئتاي .. وأتجرع بذلك اول جرعة من السعادة في يومي .. نزلت الى سيارتي مسرعة .. أدرت محركها مع نظرة سريعة على أبرز عناوين الصحف الموجودة .. وضعت حزام الأمان وانطلقت في طريقي .. وكالعادة يرافقني عبدالله رويشد في دربي .. وهو ثاني جرعة من السعادة في يومي .. كانت الأغنية وقتها هي ( تصور ) .. كم اعشق هذه الاغنيه وتحديدا حين يردد ( لا ما ابي عمري يمر من غير صوتك يالبدر ) .. بدر .. كم أعشق هذا الاسم .. بمعنى او من غير معنى .. دارت الذكريات مع الاغنية .. وطرت معها هنا وهناك الى ان حان وقت ثالث جرعة من السعادة .. استوقفت سيارتي عند ستاربكس وتوجهت نحو الكاشير لأطلب كوبا من القهوة الأمريكية .. اتجهت نحو سيارتي مسرعة وذلك بسبب قطرات المطر التي زادت مقدار السعادة في يومي.. وصلت الى مقر عملي .. واذا ببعض الزميلات يتجمعن عند مدخل الممر الذي يؤدي للإدارة .. اقتربت من احداهن وسألتها ( شصاير ؟) فأجابتني : سحر !! انا : سحر ؟! اللهم يا كافي .. لا جد عاد شصاير ؟!!! اجابتني بدعابة : لا تسوين روحج ماتدرين .. اصلا يقولون انتي حاطته .. اعلم انها تمزح .. لكن اصبت بقشعريرة لما قالت .. دفعني الفضول لرؤية ذلك السحر بالرغم من تحذيراتهم لي بألا امر بجانبه او فوقه .. رفعت رأسي من بينهن واذا ب مجموعة اشياء ممزوجة ومرمية على امتداد اول ثلاثة غرف في الممر .. بودرة سوداء ورمل واشياء لامعة وحبوب كأنها حبوب قمح صغيرة .. قد لا يكون سحرا بقدر ما هو وسيلة تم استخدامها لإثارة الرعب والبلبلة عند اصحاب النفوس الضعيفة .. ضحكت .. واستخدمت السلم الآخر للصعود الى غرفة مكتبي .. تلقيت جرعة حب أخيرة برؤية صديقتي الغالية غصون وهي تبتسم عندما رأتني قائلة ( وينج فقدتج ) فتحنا الراديو لنستمع الى ما نشاء من المنوعات .. اكملنا قهوتنا ونحن نستمتع برذاذ المطر وصحبتنا الجميلة .. تاركين هواة المشاكل والحديث الفارغ في فلكهم يدورون في الطابق السفلي .. وهم يتجاهلون العديد من مفاتيح السعادة في حياتنا اليومية ..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق