الأحد، 29 يوليو 2012

يوميات موضي (٣ )

أعددت حقيبتي الصغيرة ووضعت فيها كل ما أحتاج لقضاء يوماً كاملاً خارج مدينة براغ .. بطارية الهاتف الإضافية ، الآيبود ، حبوب ( آدڤيل ) لمقاومة الصداع ، قطع من الدارك چوكليت الذي أحب وبعض الأشياء الأخرى أهمها كتاب سيرافقني في رحلة القطار التي ستستغرق ثلاث ساعات ذهاباً وثلاث إياباً .. كنت قد قرأت جزءاً من رواية ( هند والعسكر ) لبدرية البشر .. وقررت أن اكمل الرواية في رحلة القطار .. توجهنا للمحطة في التاسعة صباحاً حيث أن موعد الرحلة هو العاشرة . في الكبينة الخاصة بنا اخترت كرسياً بجانب النافذة .. الهواء بارد محمول برذاذ مطرٍ خفيف.. طلبت كوباً من القهوة ورحت أتجول في صفحات الرواية .. بطلة الرواية فتاة ..أحبت شاباً وهي لم تتجاوز على ما اعتقد السابعة عشر .. كانت تلتقي هذا الشاب خلسة عند باب بيتها او في مدينة الملاهي او بعض الأماكن العامة رغم أن عائلتها متشددة جداً .. كان هذا الشاب قد وعدها بالزواج لولا أن وشت بها إحدى الجارات عند امها المتسلطة فكشفت سرها وحبستها في المنزل عقاباً لها ..   انقطعت عن الرواية بسبب وقوف القطار في إحدى المحطات والنداءات المتكررة المزعجة .. تابعت .. أجبرتها والدتها على الزواج من ابن خالها .. ذلك الشاب الوسيم الذي انجبت منه طفلة .. لكنها لم تُطق حياتها معه بسبب شكه وغيابه الدائمين عن المنزل ونزواته المتكررة .. صالت وجالت حتى ربحت منه ورقة طلاقها .. وأصبحت حرة في نظرها لكنها لاتعلم أنها في مجتمع وعائلة لا يرحمان.. بعد ذلك تعرفت على زميلة لها في العمل .. وتعرفت على شقيق زميلتها .. الذي اعجب بفكرها وعقلها ونقاشاتها وتكررت لقاءاتهم ونقاشاتهم حتى تحول الموضوع من اعجاب الى تفاهم وحب وفكرة زواج .. لم استطع ان اغلق الكتاب إلا بعد الإنتهاء منه .. النداء الأخير كان للمحطة التي نقصد .. أغلقت الكتاب .. ووضعته في الحقيبة .. أخرجت شمسيتي ووضعتها فوق رأسي ونزلت من القطار تحت المطر وانا أفكر .. هل يمكن للحياة أن تمنح ثلاث فرص متتالية لنفس الشخص بينما هناك من ينتظر نصف فرصة ؟؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق