الجمعة، 18 نوفمبر 2011

الطراثيث .. هم من اقتحموا مجلس الأمة ..

هكذا يريدونها .. وهكذا يصورونها .. كل من دخل لمجلس الأمة في يوم الأربعاء غير كويتي .. او مزدوج .. او لا ولاء عنده لهذا الوطن ..
أعترف بأني صدمت حين رأيت الشباب يدخلون مجلس الأمة ويجولون في أروقته .. وأعترف بأني كنت خائفة جدا .. لا من تصرف الشباب ونواياهم لأني اعرفها جيدا .. بل من عواقب هذا التصرف .. من حكومة وجزء من الشعب ينتظرون الزلة على هذه الجموع الشبابية ليعلقوا عليها كل خيبة أمل من الحكومة !


تعست الحكومة من ضرب البدو بالحضر والشيعة بالسنة وباتت اليوم تضرب أبناء الطائفة الواحدة ببعضهم البعض !


أكرر أني لا أتفق مع دخول الشباب لمجلس الأمة .. لكني لو وضعت نفسي مكان واحد منهم .. كان في مظاهرة يطالب فيها بحقوقة كمواطن غيور على هذا البلد ليجد نفسه محاطا بسياج ويمنع من الحركة بل ويضرب ويشتم ويطلق عليه رصاص مطاطي !! منذ متى يستخدم الرصاص المطاطي ضد شعب الكويت ؟!! الذي بفضل الله وحمده ساهم بإعادة الحرية للكويت من براثن الغزو العراقي .. الشعب الذي كان عقلانيا أكثر من الحكومة بالكثير من المواقف والأمور وساهم في حقن الدماء ..


أكرر اني لا اتفق مع دخول المجلس في يوم الأربعاء .. ولكن يا من تتغنى وتلحن مع حكومتك هذا الفعل .. هل لك ان تذكر لي اخر انجاز للحكومة غير ( سد الحنك ) وصرف الكوادر وزيادة الرواتب ؟!
هل لك أن تذكرني بآخر مرة راجعت بها انت أو احد أبنائك مستشفى حكومي ووثقت بطبيب الحكومة .؟!
هل تذكر كم مرة ذكرت بها في الديوانية وأمام ( ربعك ) أنك ستسافر على متن الخطوط الجوية الكويتية ( اسمها اكبر منها ) وضحك جميع من في الديوانية عليك ؟!
هل لك ان تذكر كم عدد الكويتيين المسجلين في المدارس الخاصة وقد هجروا مدارس الحكومة ؟!
هل فكرت بالطلبة خريجي الثانوية المحرومين هذا الفصل من دخول الجامعة بسبب عدم وجود مقاعد دراسية لهم ؟!
هل لك ان تذكر يوم واحد خرجت من بيتك متجها الى عملك او العكس ولم تتذمر من الشوارع المزدحمة والمتكسرة وكثرة عدد سيارات الوافدين ؟؟
هل لك ان تذكر كم مرة حلمت بأن يكون لك بيت مستقبلي ولأبنائك لكن سرعان ما يتبدد هذا الحلم لأنك لا تملك المال بسبب الارتفاع الخيالي لأسعار البيوت !
ألم تفكر بعد حادثة مقتل مواطنة كويتية على يد خادمة أثيوبية أن تسرح بيتك من الخدم خوفا على أبنائك ( لأنهم لا يجلبون لنا الا عمالة خريجي السجون اصحاب السوابق ) .


عزيزي ولست أخي المواطن .. يا من تتهم من دخل مجلس الأمة بالطراثيث والغوغائيين .. كن مكانهم وفكر تفكيرهم .. ستجدهم يفكرون بمستقبل أفضل لك ولأبنائك ولهذا البلد .. بينما ان تجلس وتناظر من خلف التلفاز وتشتم هذا وتدعو على ذاك !!


نحن نطمح لأن نعيش بوطن لا حظيرة أو غابة لا نجيد بها سوى الأكل والنوم !!


بوركتم يا شباب وطني .. واعلموا انكم آلمتوهم وبشدة لحظة دخولكم للمجلس ورسالتكم قد وصلت .. وبانتظار من يفهم ويترجم تلك الرسالة ..


( غصبا على الآلام .. بترجع وطن من جديد )







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق